الأنظمة العربية تداري فضيحتها: طريق التطبيع أكثر وعورة
إذا كان معظم قادة الدول المشاركة لا يخجلون من إظهار فضيحة عجزهم وتآمرهم أمام العالم، ويكفي للإشارة إلى تلك الفضيحة القول إن الإعلام الإسـ ـرائيلي لم يتناول القمة ولو بخبر، *فإن الوظيفة الحقيقية للاجتماع تبقى محاولة زعماء العالم الإسلامي استلحاق أنفسهم، في ظل تزايد جمهور المق…اومة بين شعوبهم، وتصاعد الغضب إزاء الإبادة التي ترتكبها.* ولعل التعليق الإسـ//ـرائيلي الوحيد على القمة جاء من الجاسوس إيدي كوهين، الذي لاحظ أن الوزير اللبناني الوحيد المرافق لرئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، في القمة، هو عباس الحاج حسن، الذي قال عنه إنه «عنصر في ح//زب الله». وهذا يعني أنه لا يعير اهتماماً لسبعة وخمسين زعيم دولة تضم أكثر من مليار نسمة، وإنما فقط للمـ/ـقاومة.
*ولولا المـ//قاومة وشعور الأنظمة بالتهديد من اتساع جمهورها، ما كانت القمة أصلاً، وما كان الزعماء مضطرين إلى عرض فضيحتهم أمام العالم.* على أن أكثر من يشعر بهذا التهديد هو ملك الأردن، الذي تنتظره أيام صعبة، لا سيما في ضوء ما يُتَكهّن به من أن من بين جوائز ترامب لرئيس حكومة العد//و، بنيامين نتنياهو، قد تكون الضفة الغربية التي يعني تهجير الفلسطينيين منها، تهديداً مباشراً له، وهو لم ينسَ بعد محاولة الإطاحة به من قبل حلفاء ترامب العرب والإسرائيليين. هكذا، *وفي ظل المعركة بين إس//رائيل والمق//اومة، تجد الأنظمة نفسها بلا دور. وذلك أكثر ما تخشاه؛ إذ ثبت أن محاولة التعويض عن الدور المفقود بالترفيه أو بالرياضة، أو حتى بممارسة لعبتها المفضلة في اختراع الأعداء وإثارة الفتن، لا تؤدي إلى شيء في ظل مذبحة إسرائيلـ//ية*.
مقابل كل ما سبق، ثمة شيء حقيقي عبّرت عنه القمة، هو أن *الأنظمة أيضاً تكره اليمين المتطرّف الذي يهيمن على الحكومة في تل أبيب، ولا يقيم أي اعتبار لها، وليس مستعداً حتى للسماح بمساعداتها التي ينتظر بعضها منذ أشهر طويلة في مطار العريش، بالدخول إلى قطاع غزة، وبالتالي تخفيف بعض الحرج عنه*.
مع ذلك، *تملك الأنظمة العربية والإسلامية الكثير من الأدوات التي يمكن أن تستخدمها لإيقاف الحرب. لكنها لا تفعل، خوفاً من الراعي الأميركي الذي تعتمد عليه كلياً*. والسؤال المطروح اليوم: هل تستطيع استخدام بعض تلك الأدوات للدفاع عن وجودها؟
| جريدة الأخبار
لمتابعة المقالات والتحليلات التثقيف السياسيّ:
مجموعتنا على الواتس أب
https://chat.whatsapp.com/K0WDN7qm5YI7xQhtStsoeV
ᵗᵉˡᵉᵍʳᵃᵐ